الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **
619 - أنا من الله والمؤمنون مني. هو كذب مختلق كما قاله الحافظ ابن حجر، وقال بعض الحفاظ لا يعرف بهذا اللفظ مرفوعا، بل الذي ثبت في الكتاب والسنة أن المؤمنين بعضهم من بعض، أما الكتاب ففي قوله تعالى بعضكم من بعض، وأما السنة ففي قوله صلى الله عليه وسلم في حي الأشعريين هم مني، وأنا منهم، وقوله لعلي أنت مني وأنا منك، وقوله للحسن هذا مني وأنا منه، وكله صحيح، وعند الديلمي بلا إسناد عن عبد الله بن جراد أنا من الله عز وجل، والمؤمنون مني فمن آذى مؤمنا فقد آذاني - الحديث، ويجري فيه ما قيل في الأول. 620 - الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالسهم زيادة. قال القاري هو موضوع كما في الخلاصة انتهى. 621 - أنا والأتقياء من أمتي بريئون من التكلف قال النووي ليس بثابت، وأخرجه الدارقطني في الأفراد بسند ضعيف عن الزبير بن العوّام مرفوعا "ألا إني بريء من التكلف، وصالحو أمتي"، وذكره في الإحياء أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف، وروى أحمد والطبراني في معجمه الكبير والأوسط وأبو نعيم في الحلية عن سلمان أنه قال لمن استضافه لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم، وهذا حكمه الرفع على الصحيح، وإلى هذا أشار الحافظ ابن حجر بقوله روي مرفوعا من حديث سلمان، والصحيح عنه من قوله، وقال عمر كما في البخاري عن أنس عنه نهينا عن التكلف، وأخرجه<صفحة 237> ابن عساكر بلفظ اللهم إني وصالحو أمتي براء من كل متكلف. وأخرجه أحمد وابنه والطبراني وغيرهم عن سلمان أنه قال لأضياف نزلوا به فقدم لهم ما تيسر، ثم قال لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم، قال النجم وليس المراد أن لا يهتم الإنسان بضيفه، بل أن لا يتكلف له ما لا يقدر عليه، فقد أخرج الخرائطي عن سلمان لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه، وفى لفظ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وأن نقدم إليه ما حضرنا، وهو عند الطبراني بلفظ نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وروى البيهقي عن أبى سعيد أنه قال صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، فأتاني هو وأصحابه، فلما وضع الطعام قال رجل من القوم إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاكم أخوكم وتكلف لكم، ويقول أحدكم إني صائم، وعند الدارقطني من حديث جابر نحوه وكلاهما ضعيف. 622 - أنا يعسوب المؤمنين. مر في: أمير النحل علي. 623 - أنا وكافل اليتيم في الجنة. هكذا رواه البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي عن سهل بن سعد. 624 - أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. رواه الشيخان عن البراء ابن عازب، ورواه الطبراني عن أبي سعيد بزيادة أنا أعرب العرب، ولدتني قريش ونشأت في بني سعد بن بكر فأنىَّ يأتيني اللحن؟ 625 - إنا لنبش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم. <صفحة 238> 626 - إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. رواه أحمد وابن حبان عن الحسن ابن علي، ورواه أيضا أبو داود والنسائي والحاكم عن أبي رافع، وزاد فيه وإن مولى القوم من أنفسهم. 627 - انتظار الفرج عبادة. رواه الترمذي وابن أبي الدنيا في الفرج عن سعد بن أبى وقاص، وروياه أيضا وأبو داود والنسائي والبيهقي في الشعب والعسكري في الأمثال والديلمي كلهم عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يسأل من فضله، وأفضل العبادة انتظار الفرج، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في بعض حواشيه، لكن قال الترمذي عقبه هكذا رواه حماد بن واقد وليس بالحافظ، وقال البيهقي تفرد به حماد، وليس بالقوي، ورواه أبو نعيم عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في المقاصد وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح، وله طرق منها ما رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي والديلمي عن علي رفعه انتظار الفرج من الله عبادة، ومن رضى بالقليل من الرزق رضى الله منه بالقليل من العمل، ومنها ما رواه العسكري والقضاعي عن ابن عمر رفعه انتظار الفرج بالصبر عبادة، ومنها ما رواه البيهقي عن الزهري رفعه انتظار الفرج من الله عز وجل عبادة، وقال إنه مرسل ثم ساق عن بقية متصلا بلفظ انتظار الفرج من الله عزوجل عبادة وقال الأول أولى، ومنها ما رواه البيهقي أيضا عن ابن عباس رفعه أفضل العبادة توقع الفرج، وأخرجه القضاعي عن ابن عباس رفعه انتظار الفرج بالصبر عبادة، ومنها ما رواه الحكيم الترمذي في الأصل الثامن والخمسين الحياء زينة، والتقى كرم، وخير المركب الصبر، وانتظار الفرج من الله عبادة. 628 - أنت ومالك لأبيك. رواه ابن ماجه عن جابر أن رجلا قال يا رسول الله إن لي مالا وولدا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فذكره، ورواه عنه الطبراني في الأوسط<صفحة 239> والطحاوي، ورواه البزار عن هشام بن عروة مرسلا وصححه ابن القطان من هذا الوجه، وله طرق أخرى عند البيهقي في الدلائل، والطبراني في الأوسط والصغير بسند فيه المكندر ضعفوه عن جابر، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي أخذ مالي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فأتني بأبيك: فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل يقرئك السلام، ويقول لك إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه، فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما بال ابنك يشكوك تريد أن تأخذ ماله، قال سله يا رسول الله هل أنفقته إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إيه، دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك، فقال الشيخ والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا، لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي، فقال قل وأنا أسمع، فقال قلت: غذوتك مولودا، ومنتك يافعا * تُعل بما أجني عليك وتنهل إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت * لسقمك إلا ساهرا أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي * طرقت به دوني، فعينيَ تهمل تخاف الردى نفسي عليك، وإنها * لتعلم أنَّ الموت وقت مؤجل فلما بلغت السن والغاية التي * إليها مدى ما كنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظة وفظاظة * كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذا لم ترع حق أبوتي * فعلت كما الجار المجاور يفعل تراه معدَّا للخلاف، كأنه * برد على أهل الصواب موَكَل ويروى بدل البيت الأخير قوله البيت: فأوليتنى حق الجوار، فلم تكن * عليّ بمال دون مالك تبخل قال فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه، وقال أنت ومالك لأبيك، وذكر<صفحة 240> في الكشاف في تفسير سورة الإسراء بلفظ شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه، وأنه يأخذ ماله، فدعا به فإذا شيخ يتوكأ على عصا فسأله، فقال إنه كان ضعيفا وأنا قوي، وفقير وأنا غني، فكنت لا أمنعه شيئا من مالي، واليوم أنا ضعيف وهو قوي، وأنا فقير وهو غني، وهو يبخل على بماله، فبكى عليه الصلاة والسلام وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد أنت ومالك لأبيك، وقال مخرجه لم أجده، وقال في المقاصد قال شيخنا أخرجه في معجم الصحابة من طريق وبيض له، قال قلت وكأنه رام ذكر الذي قبله، والحديث عند البزار في مسنده عن عمر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي يريد أن يأخذ مالي، فذكره وهو منقطع، وأخرجه الطبراني في معاجمه الثلاثة عن ابن عمر قال أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعدي على والده، قال إنه أخذ مني مالي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك، وأخرج ابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال إن أبي اجتاح مالي، قال أنت ومالك لأبيك، إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من أموالكم، وأخرجه أحمد عنه، وكذا ابن حبان عن عائشة، في المقاصد والحديث قوي. 629 - أنزلوا الناس منازلهم. رواه مسلم وأبو داود عن عائشة، ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ بلفظ أنزلوا الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة، وتقدم في أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم بأبسط. 630 - أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف. رواه أحمد والترمذي عن أبي رضي الله عنه وأحمد عن حذيفة، وهو عند الطبراني من حديث ابن مسعود بزيادة فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى<صفحة 241> غيره رغبة عنه، وفى رواية أخرى عنده لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع، وعنده عن معاذ أنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، كلها كاف شاف. 631 - أنصر أخاك ظالما أو مظلوما. رواه البخاري عن أنس مرفوعا، وبقيته قال يا رسول الله هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال تأخذ فوق يديه، وفى لفظ تمنعه من الظلم، فذاك نصرك إياه، وهو أيضا لفظ ترجمة البخاري، وأخرجه أيضا في الإكراه وزاد فقال رجل يا رسول الله انصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما، كيف أنصره؟ قال تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره، ورواه مسلم عن جابر، وفيه بيان سببه قال اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجري يا للمهاجرين، ونادى الأنصاري يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا؟ دعوى أهل الجاهلية؟ قالوا يا رسول الله ألا إن الغلامين اقتتلا فكسع (ضرب عجيزته بيده) أحدهما الآخرَ، فقال لا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، فإن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره، وأخرجه ابن عساكر والدارمي عن جابر بلفظ انصر أخاك ظالما أو مظلوما، إن يك ظالما فاردده عن ظلمه، وإن يك مظلوما فانصره. 632 - أنْصَفَ مَنْ بالحقِ اعترَفَ. قال في المقاصد لم أعرفه هكذا، ولكن روى أحمد والحاكم عن الأسود بن سريع أنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأعرابي أسير، فقال أتوب إلى الله ولا أتوب إلى محمد فقال صلى الله عليه وسلم عرف الحق لأهله. <صفحة 242> 633 - اُنظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، فإنه أجدر أن لا تَزْدَرُوا نعمة الله عليكم. متفق عليه من حديث الأعرج، ورواه مسلم من حديث همام وأبي صالح ثلاثتهم عن أبي هريرة مرفوعا، وفي لفظ لمسلم إذا نظر أحدكم إلى من فضَّلَه الله عليه في المال والخَلْق فلينظر إلى من هو أسفلَ منه ممن فُضِّل عليه، وروى أحمد وابن حبان في أثناء حديث عن أبي ذر أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي. 634 - أََنْفِقْ، أُنْفِقِ عليك. متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا قال قال الله عز وجل أَنفق أُنفق عليك، وقال يد الله ملأى، لا يَغيضها (غاض الماء: نقص) نفقةٌ - الحديث، وفى رواية لمسلم عن أبي هريرة أيضا مرفوعا إن الله قال لي أنفق أنفق عليك. 635 - أنفق بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا. رواه الطبراني في الكبير والقضاعي في مسنده عن ابن مسعود قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبرة من تمر، فقال ما هذا يا بلال؟ قال يا رسول الله ذخرته لك ولضيفانك، قال أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم، أنفق بلال - الحديث، وذكره النجم عن أبي هريرة أيضا بلفظ أما تخشى يا بلال أن ترى له بخارا في نار جهنم، ورواه العسكري في الأمثال، وكذا البزار في مسنده عن عائشة بلفظ قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا بلال، فقال يا رسول الله ما عندي إلا صبرة من تمر خبأته لك، فقال أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم أنفق - الحديث، وأخرجه البزار أيضا عن أبي هريرة بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر، فقال ما هذا؟ قال أدخره، <صفحة 243> فقال أما تخشى أن ترى له بخار في نار جهنم، أنفق - الحديث، ورواه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة مرفوعا، ورواه أيضا مرسلا عن ابن سيرين، ورواه أبو يعلى بلفظ أنفق يا بلال، ولا تخافن من ذي العرش إقلال، قال في المقاصد وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث وأنه "بلالا" ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيا عن المنع، وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل انتهى، وأقول مما قيل فيه أن أصله أنفق بلا قولك لا، ومنه أن مصدر بلَّ يبُلُ مشدد اللام، وقد وجهه الجلال السيوطي في الأشباه والنظائر النحوية بأنه من الاتباع وإن كان منادى مفردا علما، وعبارته فيها ومنه اتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى وقال في "الهمع"، أواخر الكتاب الخامس: روى البزار في مسنده وغيره أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا، نوّن المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا انتهى، وأقول ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب، ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع، وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب، والإمام السخاوي نفى الوقوف فلا ينفي الورود، فمَنْ حَفِظَ حُجَةً على من لم يحفظ، فافهم، أي فهما روايتان فلا منافاة. 636 - إنما الأعمال بالنيات. مر في الأعمال بالنيات في أول الكتاب. 637 - إنما بُعِثْتُ رحمة، ولم أُبْعَثْ عذابا. رواه البخاري في التاريخ عن أبي هريرة، وكذا في الأدب المفرد عنه بلفظ إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة. 638 - إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. رواه مالك في الموطأ بلاغا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر هو متصل <صفحة 244> من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره، ومنها ما رواه أحمد والخرائطي في أول المكارم بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق، ومنها ما رواه الطبراني في الأوسط بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف عن جابر مرفوعا بلفظ: إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الفعال، لكن معناه صحيح، ومنها ما عزاه الديلمي لأحمد في مسنده عن معاذ، لكن قال في المقاصد وما رأيته فيه، والذي رأيته فيه أبي هريرة رضي الله عنه. 639 - إنما أَجْرُكِ على قَدْرِ نَصبَكِ. رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها. 640 - إنما بقي من الدنيا بلاءٌ وفتنةٌ. رواه أحمد والرامهرمزي في الأمثال، وأخرجه ابن ماجه عن معاوية، وصححه ابن حبان بلفظ لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة. 641 - انفق ما في الجيب يَأْتِكَ ما في الغيب. ليس بحديث، لكنه يقرب من معنى الحديث المتقدم المتفق عليه أنفق أنفق عليك، وقوله تعالى قال القاري في الموضوعات وأما قولهم أنفق أبو بكر ما معه حتى تخلل بالعباءة فليس في المرفوع، لكن معناه صحيح انتهى، وقال النجم أنفق أبو بكر ما معه حتى تخلل بالعباءة ليس وارد هكذا، ومعناه ثابت لقوله صلى الله عليه وسلم واساني بنفسه وماله، ولقوله ما أبقيتَ لأهلك؟ قال <صفحة 245> أبقيت لهم الله ورسوله، وأسلم وله أربعون ألفا، فأنفقها في سبيل الله، وقالت عائشة ما ترك دينار ولا درهما. 642 - إنما البيع عن تراض. رواه ابن ماجه والضياء عن أبي سعيد الخدري. 643 - إنما جعل الإمام لِيُؤْتَمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد، (في فتاوى السيوطي - التي سنطبعها قريبا - ترى بسط الخلاف في قول المقتدى سمع الله لمن حمده قبل قوله ربنا ولك الحمد.) وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون. رواه الشيخان ومالك وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس، ورواه الشيخان وأحمد عن عائشة، وله طرق وألفاظ أخرى. 644 - إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام. رواه الطبراني في الأوسط بسند رجاله موثقون إلا شعيب بن طلحة فالأكثرون على توثيقه عن أبي بكر مرفوعا، قال في المقاصد ولم أره في "الوشى المُعْلَمِ" ولا في "تلخيصه" ولا في الأفراد للدارقطني عن ابن عباس رفعه: إن حظ أمتي من النار طولُ بلائها تحت التراب. وبيّض له الديلمي في مسنده. 645 - إنما السلطان ظل الله ورُمْحُهُ في الأرض. رواه أبو الشيخ والديلمي والبيهقي وآخرون عن أنس مرفوعا بلفظ إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما السلطان - الحديث، وفي لفظ للديلمي وأبي نعيم وغيرهما عن أنس مرفوعا السلطان ظل الله ورمحه في الأرض، <صفحة 246> فمن نصحه ودعا له اهتدى، ومن دعا عليه ولم ينصحه ضل، قال في المقاصد وهما ضعيفان، لكن في الباب عن أبي بكر وعمر وابن عمر وأبي بكرة وأبي هريرة وغيرهم كما بينتها واضحة في جزء رفع الشكوك في مفاخر الملوك انتهى، وسيأتي له طرق وألفاظ أخرى في: السلطان ظل الله، وقد ألف فيه السيوطي أيضا كما قال النجم. 646 - إنما شفاء العي ( العِيُ: العجز عن التعبير اللفظي بما يفيد المعنى المقصود.) السؤال. رواه ابن ماجه من طريق الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح أنه قال سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح - وفي رواية في رأسه - على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أصابه احتلام، فَأُمِرَ بالاغتسال فاغتسل فمات، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال قتلوه قتلهم الله، أوَ لم يكن شفاء العي السؤال، قال عطاء وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو غسل جسده وترك رأسه حيث أصابه الجرح به، هكذا رواه بدون واسطة بين الأوزاعي وعطاء، وحكى ابن أبي حاتم إثبات إسماعيل بن مسلم بينهما، وأثبت الواسطة أيضا مع إبهامها محمد ابن شعيب، فقال أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء، ورواه أبو داود عنه بلفظ أصاب رجلا جرح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم احتلم، فأمر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال، ورواه أيضا أحمد والدارمي والدارقطني ثلاثتهم عن الأوزاعي، وفي الباب أيضا علي وجابر. 647 - إنما الصبر عند الصدمة الأولى. رواه الشيخان عن أنس، وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تبكي على صبي لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها اتقي الله واصبري، فقالت إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت بابه، فلم تجد عنده بوابين، فقالت لم أعرفك، فذكره، وفي لفظ للبخاري الصبر عند الصدمة <صفحة 247> الأولى، وفي لفظ له أيضا إنما الصبر عند أول صدمة، والمعنى إنما الصبر الكامل أو الذي تُحْمَدُ عاقبتُه عند الصدمة الأولى. 648 - إنما الماء من الماء. رواه مسلم وأبو داود عن أبي سعيد، ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي أيوب. 649 - إنما النساء شقائق الرجال. رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن عائشة، ورواه البزار عن أنس، قال ابن القطان هو من طريق عائشة ضعيف، ومن طريق أنس صحيح. 650 - إنما الأمل رحمة من الله لأمتي، لولا الأمل ما أرضعت أم ولدا، ولا غَرَسَ غارِسٌ شجراً. رواه الخطيب عن أنس. 651 - إنما الطلاقُ لمن أخذ بالساق. رواه ابن ماجه من طريق ابن لهيعة عن ابن عباس قال أتى النبيَ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال يا رسول الله سيدي زوجني أمته، وهو يريد أن يفرق بيني وبينها، قال فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فقال: أيها الناس! ما بال أحدكم يزوج عبده أمته، ثم يريد أن يفرق بينهما؟ ورواه الدارقطني من طريق ابن لهيعة بدون ذكر ابن عباس، ولكن أخرجه بإثباته أبو الحجاج المهري عن موسى، ولفظه إنما يملك الطلاق من أخذ بالساق، وقال النجم وأخرجه الطبراني عن عصمة بن مالك إنما الطلاق بيد من أخذ بالساق. <صفحة 248> 652 - إنما العلم بالتعلم. رواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم والعسكري عن أبي الدرداء رفعه بلفظ: "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرّ الخير يُعْطَه، ومن يتوق الشر يُوقَهْ؛ لم يسكن الدرجات العلى، - ولا أقول لكم من الجنة - من استقسم أو تطير طيرا يرده من سفره"، وفى سنده محمد بن الحسن الهمذاني كذاب، ولكن رواه البيهقي في المدخل عن أبي الدرداء موقوفا. وفي رواية للطبراني وكذا البيهقي عن أبي الدرداء بزيادة بعد قوله "يوقه": "ثلاث من كن فيه لم يسكن الدرجات العلى - ولا أقول لكم الجنة - من تكَهن، أو استقسم، أو رُدَّ من سفر تَطَيُراً" وأخرجه العسكري عن أنس مرفوعا وعن معاوية مرفوعا بلفظ: "يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ". وأخرجه الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في العلم عن معاوية أيضا، وجزم البخاري بتعليقه، فقال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، وقال "إنما العلم بالتعلم". وأخرجه الدارقطني في الأفراد، عن [أبي هريرة (عبارة "أبي هريرة" ناقصة من نسختنا، والتصحيح من الجامع الصغير. دار الحديث) ] والخطيب عن أبي هريرة وعن أبي الدرداء بلفظ: : إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يُعطَه، ومن يتق الشر يوقـَه"؛ وأخرجه أبو نعيم عن شداد بن أوس بلفظ أن رجلا قال: "يا رسول الله ماذا يزيد في العلم؟" قال: "التعلم"، وفى سنده كذاب وهو عمر بن صبيح، وأخرجه البزار بسند في حديث طويل رجاله ثقات عن ابن مسعود مرفوعا، أنه كان يقول: "فعليكم بهذا القرآن، فإنه مأدبة الله، فمن استطاع منكم أن يأخذ من مأدبة الله فليفعل، فإنما العلم بالتعلم". وروى البيهقي في المدخل والعسكري في الأمثال كلاهما عن أبى الأحوص أنه قال: "إن الرجل لا يولد عالما، وإنما العلم بالتعلم". وروى العسكري أيضا عن حُميد الطويل أنه قال: كان الحسن يقول: "إذا لم تكن حليما فتحلم، وإذا لم تكن عالما فتعلم، فقلـّما تشبه رجلٌ بقوم إلا كان منهم". وروى العسكري أيضا من وجه آخر عن عمرو البجلي أنه قال الحسن: "هو والله أحسن منك رداء وإن كان رداؤك حبرة رداءه الحلم، فإن لم يكن حلم، لا أبا لك فتحلم، فإنه من تشبه بقوم لحق بهم (هكذا بكامله في نسختنا فليدقق. دار الحديث) . "<صفحة 249> 653 - إنما هي أعمالكم تُرَدُّ عليكم. قال النجم رواه أبو نعيم عن حسان بن عطية قال بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم مذ خلقناكم، فأنصتوا لنا اليوم نقرأ عليكم أعمالكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد شرا فلا يلومن إلا نفسه، إنما هي أعمالكم ترد عليكم، وفى كتاب الله تعالى 654 - إنما يرحم اللهُ من عباده الرحماءَ. متفق عليه عن أسامة بن زيد مرفوعا، قال في المقاصد وقد جمعت في هذا المعنى جزءا، وتقدم الكلام عليه مبسوطا في ارحموا من في الأرض. 655 - إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل. رواه العسكري في الأمثال بهذا اللفظ عن أنس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في المجسد إذ أقبل علي رضي الله عنه، فسلم ثم وقف ينظر موضعا يجلس فيه، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه أيهم يوسع له، وكان أبو بكر رضي الله عنه عن يمينه، فتزحزح له عن مجلسه، وقال هاهنا يا أبا الحسن، فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبى بكر، فعرف السرور في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال يا أبا بكر إنما يعرف الفضل - الحديث، وهو عند الديلمي في مسنده عن أبي سعيد رفعه بلفظ يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لذوي الفضل أهل الفضل، وفى ترجمة العباس من تاريخ دمشق لابن عساكر عن عائشة أن النبي كان جالسا مع أصحابه وبجنبه أبو بكر وعمر فأقبل العباس فأوسع له أبو بكر فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر فذكره، والحديثان ضعيفان، ولكن المعنى صحيح كما قاله السخاوي، وعزاه في الجامع الصغير للخطيب ولابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها بلفظ إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل. <صفحة 250 > 656 - إنما اليمين حِنْثٌ أو نَدَم. رواه أبو يعلى عن ابن عمر، سيأتي في حرف الحاء من رواية ابن ماجه عن ابن عمر مرفوعا بلفظ الحلف حنث أو ندم. 657 - إنّا أُمَّةٌٌ أُمِّيَّةٌ لا نكتب ولا نحسب. رواه الشيخان عن سعد بن أبي وقاص، وهما وأبو داود والنسائي عن ابن عمر، وزاد فيه عمن ذكر كما الجامع الكبير: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا وهكذا وهكذا، يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين. 658 - إني بُعِثْتُ بالحنيفية السمحة. رواه الديلمي عن عائشة رضي الله عنها في حديث الحبشة ولعبهم ونظر عائشة إليهم بلفظ لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، وإني بعثت بالحنيفية السمحة، ورواه أحمد بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ليعلم يهود أني أرسلت بالحنيفية السمحة، وفى الباب عن أبي وجابر وابن عمر وأبي هريرة وغيرهم، وترجم البخاري في صحيحه بلفظ أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة، ورواه في الأدب المفرد عن ابن عباس بلفظ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأديان أحب إلى الله ؟ قال الحنيفية السمحة، وقال النجم وحديث جابر أخرجه الخطيب بلفظ بعثت بالحنيفية السمحة، وقال النجم وحديث جابر أخرجه الخطيب بلفظ بعثت بالحنيفية ومَن خالف سنتي فليس مني. 659 - إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن - أو من جانب اليمن. قال العراقي لم أجد له أصلا. <صفحة 251 > 660 - إنكم في زمانٍ من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا. رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
|